.
هل تتحول الفوائض الخليجية إلى أوروبا بعد أن «قطبت» الولايات المتحدة جبينها
قال كبير الخبراء الاقتصاديين في مصرف دويتشه بنك الالماني ان منتجي النفط العرب سينوعون محافظهم لتبتعد عن الاصول الاميركية التقليدية وتتجه صوب استثمارات أخرى مثل أوعية مقومة باليورو وشركات اوروبية أو أسواق اقليمية بهدف زيادة العائدات واستغلال ضعف الدولار.
ويعزز ارتفاع أسعار النفط التي ظلت قرب 70 دولارا للبرميل فوائض البلدان المصدرة للخام التي كانت تميل في السابق الى الاستثمار بشكل أساسي في سندات الخزانة الاميركية, ويحوز مستثمرون من القطاعين الخاص والعام في منطقة الخليج مئات المليارات من الدولارات في أوعية استثمارية أميركية ويمثلون بشكل متزايد مصدرا لتمويل عجز ميزان المعاملات الجارية للولايات المتحدة.
وقال كبير الاقتصاديين في دويتشه بنك نوربرت والتر ان مصدري النفط سيبحثون الان بقوة أكبر عن فرص للاستثمار في أماكن أخرى, وأضاف «أعتقد أن عدة بنوك مركزية في اسيا والخليج تبحث بجدية زيادة الاستثمار في اليورو بسبب ضعف الدولار».
وفي الشهر الماضي قال مصرف قطر المركزي انه يعكف على شراء اليورو وقد يزيد نصيب العملة الموحدة الى 04 في المئة من احتياطياته, ويدرس بنك الامارات المركزي تحويل ما يصل الى عشرة في المئة من احتياطياته الى اليورو, وقال والتر إن «الكثير من المستثمرين في منطقة الخليج بدأوا يستثمرون أموالهم بشكل جزئي في أسواق اقليمية وهو ما يمكن ملاحظته في الصعود الحاد لسوق الاسهم المصرية».
وقال والتر ان عاصفة سياسية أجبرت شركة موانئ دبي العالمية على التراجع عن خطط لشراء امتياز ادارة ستة موانئ أميركية رئيسية في وقت سابق من هذا العام قد يحول تركيز مستثمري الخليج بشكل أكبر الى أوروبا, وعارض نواب في الكونغرس من الحزبين الديموقراطي والجمهوري الصفقة على أساس أنها تمثل تهديدا للامن القومي الاميركي, وقال والتر إن «النزاع سيشجع المستثمرين في الخليج على زيادة الاستثمار في أوروبا», وقدم دويتشه بنك وهو أكبر البنوك الالمانية المشورة لموانئ دبي في الصفقة التي لم تتم, وقال والتر ان مجمل الاستثمارات من منطقة الخليج سيشهد ارتفاعا كبيرا في السنوات المقبلة مع استمرار تدفق عائدات النفط المرتفعة, واضاف «علينا أن نتوقع أسعار نفط مرتفعة على المدى الطويل, ميزان ثروة (العالم) سينتقل صوب البلدان المنتجة للنفط», وقال ان زيادة الاستثمارات والاستهلاك من الخليج ساعد الانتاج الصناعي الالماني في الاونة الاخيرة.
.