السلام عليكم
خبر غير سار عن مشروع بوابة الاردن بعد سقوط الدور السادس قبل اسبوعين
بوابة الأردن: انج سعد! - بقلم : د. خالد الوزني
مشروع بوابة الأردن من المشاريع التي دخلت البلاد ضمن التوجهات الجديدة بخلق مناطق للمباني المرتفعة والتي تتواءم مع ندرة الأرض المتوفرة وقد انطلقت الفكرة من مشروع العبدلي المعروف. وبداية سبق لي وفي هذه الزاوية أن كتبت منبها الى أن التحدي الأكبر أمام هذه المشاريع يكمن في قدرة البنية التحتية من كهرباء ومياه وصرف صحي واتصالات وحركة مرور على خدمة هذه المشاريع في قلب العاصمة. ويبدو اليوم أن هذه التحديات حقيقة يجب التعامل معها وليست مجرد قضية يجب دراستها. اليوم أكتب عن مشروع بوابة الأردن، ليس مدافعا عن المشروع بقدر ما انني اشعر بالقلق من آلية التعامل معه وانعكاسات ذلك على البيئة الاستثمارية في الأردن. فلا ادري كيف يمكن أن نبرر سحب الموافقة ببناء ما يزيد عن أربعين طابقا والطلب من المستثمر اختصار نحو 13 طابقا، أو ما يقرب من ربع المساحة التي أجرى عليها دراسة الجدوى الاقتصادية. هل يعقل أننا اكتشفنا صدفة أن البنية التحتية المرورية وبنية الصرف الصحي لا تستوعب هذا المشروع كما هو. ألا يفترض أن الموافقة تمت بناء على دراسة أولية على الأقل. ثم كيف نكتشف فجأة أو صدفة أن مشروع في بهذا الحجم وتساهم به أمانة عمان لم يقم بالحصول على التراخيص المطلوبة، في السابق كانت الناس تصب سقف غرفة أو مبنى صغير ليلا وفي نهاية الأسبوع، تهربا من الأمانة، والثمن معروف مخالفة في الصباح واستمرار البناء بعدها. فهل كان يتم بناء برج بوابة الأردن بهذا الشكل. وكيف نبرر الاحتفال الرسمي بوضع حجر أساس لمشروع اتضح صدفة أنه غير مجد بشكله المعروض. إن المؤسسية في العمل، بعيدا عن تغير القيادات ومتخذي القرار، تلزمنا عدم تغيير القرار بتغير الأشخاص.
وذا كان لا بد من تغيير القرارات للمصلحة العليا في البلاد فلا اقل من تعويض المستثمر بشكل سخي عن كل خسائره لنحافظ على سمعة مناخنا الاستثماري. وهذا ينطبق على أبراج بوابة الأردن. فالمستثمر فيها له باع كبير في إقامة الأبراج والاستثمار بها، وله في دبي من الأبراج ما يشهد بكفاءة عمله وقدرته على الانجاز، برغم ما واجهه من سوء طالع في إنشاء أبراج بوابة الأردن. أن الطلبات التي قراءنا عنها في الصحف من تخفيض عدد الطوابق والتراخيص وغيرها في مشروع بهذا الحجم قد يؤدي الى إفلاس المشروع وإفلاس القائمين عليه وستكون النهاية أن هذا المستثمر سيخرج للعامة ولغيره من المستثمرين ليحذرهم من الاستثمار في هذه البيئة المتقلبة ولسان حاله يقول المثل المأثور انج سعد فقد هلك سعيد!!! قوانيننا وإجراءاتنا وأنظمتنا الاستثمارية يجب أن تكون شفافة وواضحة ومؤسسية وأن نتحمل كلفة أي ضرر أو عطل تسببنا به حتى تظل بيئتنا الاستثمارية نقية وجاذبة.
جريدة الراي الاردنية اليوم 1/10/2006