تداول تطرح شركة هباش المحدوددة للاكتتاب العام

alfanare

عضو نشط
التسجيل
4 مارس 2008
المشاركات
319
الإقامة
الرياض
في هذه القرية الصغيرة الهادئة في قلب الجزيرة العربية ، بدأت أحداث هذه القصة ، حيث ولد و ترعرع (عباس) ... هذا الصبي اليافع الذي لا يكاد أحد يعرفه بإسمه الحقيقي حيث يناديه الجميع ب ( الهباش )


منذ نعومة أظفارة و الهباش يملك مهارات فائقة في التجارة مخلوطة أحياناً بالشطارة و ممزوجة بكثير من الحقارة


كان هم الهباش الوحيد هو المادة حيث يعشق المال لدرجة الجنون و كان على إستعداد إن يقوم بأي شي من أجل كسب المال


كان يبيع المصاقيل لإصدقائه ليعود و يكسبها منهم باللعب و يبيعها لهم مرة أخرى و إذا لم يكسبها باللعب فإنه يخطفها أو يلطشها منهم في أي لحظة غفلة


في صغره كان يسرق البيض من تحت دجاج الجيران و يبيعه على البقالة و عندما كبر قليلاً صار يسرق فراخ الدجاج


ذات مره كان عباس الهباش يلعب مع أصدقائه في القرية و رأى مع أحدهم عشرة ريالات و كان معهم ضب صغير يلهون به قال الهباش وش رايكم اقطع عكرة الضب بأسناني و تعطوني العشرة ريال قالو له ربعه لا نبيك تقطع رأس الضب باسنانك و طبعاً كان الضب حي يرزق و لكن في لحظات قطع الهباش رأسه بأسنانه من أجل حفنة دولارات قصدي من أجل العشرة ريالات


و من أساليب الهباش الجديرة بالاحتقار إنه كان يصلح بنشر سياكل أخوياه بالنهار و بالليل بعد ما ينامون كان يمر ينسم كفرات السياكل بأبره كانت معه و المساكين "يا غافلين لكم الله" كل يوم عند الهباش يزين كفرات سياكلهم



كبر الهباش و كبرت أساليبه و لكنها لم تتغير ، بدلاً من بنشر السياكل فتح بنشر للسيارات و أصبح يزرع الشوارع المحيطة بالمسامير


و فتح محل عطارة و صار يبيع زيوت منتهية الصلاحية على أساس إنها زيت حبة البركة


قصص الهباش في الاحتيال كثيرة و منها إنه ذهب إلى شيخ يقرأ على الماء للتداوي به و كان هذا الشيخ مشهوراً بالقراءة ، و الشيخ كان يقرأ لوجه الله بدون مقابل ، دخل عليه الهباش و قال له : ياشيخ أمي تعبانه و أبيك تقرأ لها على هالموية لعل الله يكتب فيه الشفاء ، قرأ الشيخ على الماء و بعدها قال له الهباش : ياشيخ أخاف أمي ما تصدقني إنك أنت اللي قريت على الماء ... أبيك تكتب لي ورقة عشان أوريها لأمي ، و كتب الشيخ بناء على طلب الهباش في الورقة : إن هذا الماء قد قريت عليه و أسأل الله أن يجعل فيه الشفاء و كتب الشيخ اسمه ووقع ، طبعاً الهباش و هو راجع لقريتهم اشترى حمولة تريلة كاملة من المياة و راح للقرية يبيع على أهلها القارورة بعشرة ريال بدعوى إن الشيخ قاري عليه ، و كان يوري الورقة لأي واحد يشك فيه ، كانت تكلفة المياة حوالي 5000 ريال و باعها بحوالي 100 الف ريال و سوى نفس الحركة مع أكثر من قرية و جمع من هالنصبة مبلغ كبير


و لكن أهم عملية قام بها في حياته كانت عملية الاكتتاب الكبرى



بدأت قصة الاكتتاب عندما انتقل الهباش من قريته الصغيرة إلى الرياض ، و فتح بقالة و سماها (بقالة هباش) ، و طبعاً كان يبحث دائماً عن المواد التموينية المنتهية الصلاحية أو القريبة من الانتهاء بأسعار منخفضة و يغير في التاريخ و يبيع بأسعار عادية و لكن أرباحه من هذا الغش و الاحتيال كانت فوق العادية ، و كان موصي البياع اللي في البقالة يزود في حساب اللي يشترون بالدين ، هالبقالة كبرت و صارت عدة فتحات و اشتهرت بالاسم التجاري (هباش ماركت)


و بعدها بدأ الهباش يفكر في "خبطة العمر" و هي طرح اسهم البقالة في سوق الاسهم ، و أستعان بخبراء في سبيل ذلك


جمع عباس الهباش لجنة من المستشارين بعضوية سمير الاسطا (مصري) و طوني مكزدر (لبناني) و سعود الخابور (سعودي) و كان هذا النقاش بينهم

الهباش : أنا ياجماعة أبي أسوي مثل هالعالم اللي دخلت سوق الأسهم و باعوا جزء بسيط من شركاتهم مقابل علاوات ... دربنا دربهم نبي نتربح ، عاد أنا قلت أحسن شي أدخل البقالة في سوق الاسهم و اجتماعنا اليوم علشان نضبط الطبخة


سمير الأسطا : آه ياباشا الكلام ده عين العئل ، أنا بنصح إننا نضخم أصول البقالة


الهباش : معك حق بس وش نضخم كل اللي عندنا رفوف من الحراج و ثلاجات ملك المصانع


يتدخل سعود الخابور : أنا عندي الحل ، نشتري قطعة أرض و نسجلها من أصول البقالة و بعدها نقيم الأرض بعشرة أضعاف تكلفتها


الهباش : اي و الله جبتها يا سعود بس 10 أضعاف ما تصلح خلها 100 ضعف


طوني مكزدر : هيدا هووي الشغل الصح


الهباش : طيب وش بعد ؟ كيف نقدر نرفع قيمة الشركة قبل الاكتتاب


طوني مكزدر : فينا نسجل علامة (هباش ماركت) علامة مسجلة و نقيمها بمليون ريال مع إنها بتكلف شي عشرة آلاف ريال


سعود الخابور : لا وش علامة (هباش ماركت) ... حنا لازم نسجل مجموعة علامات تجارية ، مثلاً نسجل ( هباش ميني ماركت) (هباش سوبر ماركت) (هباش هايبر ماركت) (هباش فود) (هباش قروسري) نطلع لنا بثلاثين علامة و كل وحدة نقيمها بمليون ريال


الهباش : معك حق ، فكرة حلوة بس خل نقول مليونين لكل علامة


سمير الأسطا : أحنا كمان ممكن نحط قيمة كبدل شهرة للشركة ، أنت البقالة بتاعتك مش مشهورة في الحته؟


سعود الخابور : أيش حته اللي تقول عنها ، حنا لازم نشهر الشركة بحملة إعلانات ضخمة في الجرايد و المحطات نصرف على الحملة مليونين ريال و نحط بدل شهرة للشركة 20 مليون ريال


الهباش : فكرة حلوة بس أنا أقول لو نصرف ثلاثة مليون و نخلي بدل الشهرة 50 مليون ، وش رايك يا طوني


طوني مكزدر : ما بدها حكي ، هي فكرة ممتازا و أنا عندي شركة إعلانات بتعجبك


يقترب سعود الخابور من الهباش و يهمس في اذنه : بقي طال عمرك الأهم ، بقي أتعابنا حنا


يرد الهباش همساً في أذن سعود : بس أنت اللي قلت كل شي هم ما قالوا شي مفيد ، أنا أقول أعطيك أنت و هم أطنشهم


يرد سعود همساً : لا طال عمرك لا تنسى التحليل في القنوات الفضائية و طوني و سمير يفيدونا كثير


الهباش : خلاص نتعشى اللحين و شيكاتكم تستلمونها بعد العشا


تظهر حملة قوية و ضخمة للاعلان عن الشركة الجديدة المقبلة على الطرح ، أصبحت بقالة هباش جاهزة للطرح الأولي لسوق الأسهم بسعر 66 ريال للسهم


و ينزل تصريح في كل الجرايد للشيخ هباش يقول فيه (شركة هباش ماركت تعتمد على التمويل بصيغة التورق المجاز شرعاً و جميع عملياتنا تخضع للرقابة الشرعية و قررنا إيقاف بيع الدخان )



يتبعها فتوى بأن الإكتاب حلال في هذه الشركة لأنها تقوم على التجارة المباحة و كذلك التمويل الاسلامي



قناة العربية

للتعرف على شركة هباش ماركت المزمع طرحها في الأسواق معنا على الهاتف المحلل و الخبير الاقتصادي سعود الخابور


المذيعة : استاذ خابور ... هناك من يشكك في مقدرة منافسة الشركة الجديدة (هباش ماركت ) على المنافسة مع الشركات الكبرى و العالمية في سوق المواد الغذائية و تجارة التجزئة ، ما تعليقكم على ذلك ؟


سعود الخابور : لا بالعكس السوق السعودي مقبل على طفرة كبرى و بالذات في سوق التموين ، الشعب يبغى ياكل و بالتالي مافيه أي خوف على الشركة الجديدة





قناة الاقتصادية

معنا في الاستوديو المحلل و الخبير الاقتصادي في الاسواق الناشئة السيد / سمير الاسطا


المذيع : سيد سمير ... هناك من يقول أن ظاهرة دخول شركات صغيرة في السوق السعودي مثل شركة هباش ماركت لن يكون له أي فائدة للسوق و ستتحول إلى شركة مضاربة لا تضيف أي قيمة للسوق ، ما رأيك كخبير في الأسهم خاصة الأسواق النامية


سمير الاسطا : لا بالعكس يافندم ، السوق السعودي بينقصه العمق و شركة زي هباش ماركت بتدي العمق المطلوب ، بعدين دي مش شركا صغيرة دي شركا لها اسمها و أتوقع تحقق نقاحات كبيرة عند الاكتتاب و التداول





قناة CNBC عربيه

معنا على الهواء الاستاز طوني مكزدر


المذيع : استاز طوني شو توقاعتكم لاكتتاب شركة هباش ماركت


طوني مكزدر : السوق السعودي عندو نسبة growth عالية خاصة ب retail market و هيدا الشي بيعطي advantage لشركي متل هباش ماركت هيدا الشي بيخلي فيه عنا كتير opportunety لهي الشركي لتسيطر ع سوق consumers و بدا تكون فرصة كتير كبيرا للمستستمرين بهي الشركا





وهكذا اكتشف إن الموضوع بسيط كل ما يحتاج إليه هو تضخيم قيمة الأصول و المخزون و تقدير قيمة عالية جداً للاسم التجاري (هباش ماركت) و كذلك وضع قيمة عالية مقابل الشهرة و طبعاً رفع رأس المال على الورق لأضعاف رأس المال الأصلي و تصبح الطبخة جاهزة


و هكذا أصبح بإمكان الهباش أن يطرح 30% من أسهم بقالته للأكتتاب العام مقابل 30 ضعف القيمة الحقيقة لها


و بعد أن خرج المحللون في القنوات يشيدون بقطاع التجزئة و بالنمو الكبير الحاصل في السكان و كذلك الاستهلاك المتزايد للمواد الغذائية و عن نجاح (هباش ماركت) في صنع اسم لها و هذا يجعلها فرصة استثمارية ممتازة حتى بسعر اكتتاب للسهم هو 66 ريال للسهم بدلاً من 10 ريال القيمة الاسمية للسهم ، أصبح كل شيء جاهز


و في المقابل خرجت أصوات في مواقع الانترنت تطالب الناس بالتعقل و عدم الانسياق وراء هذا السهم في الاكتتاب بسبب قيمته المبالغ فيها و بسبب وهمية الارقام المذكورة في معلومات الاكتتاب


و جائت فترة الاكتتاب ... و حصل المتوقع ... تمت تغطية الاكتتاب بنسبة 300 % و دخلت مبالغ علاوة الاصدار لجيب الهباش


ليت الهباش اكتفى باللي هبشه .. استمر يلعب بسعر شركته (هباش ماركت) و يرفع السعر في السوق حتى انتهت الستة أشهر الأولى التي يمنع فيها من بيع أسهمة المتبقية و من بعدها بدأ يبيع الأسهم بالسعر العالي و الناس تشتري حتى وصل سهم (هباش ماركت) ل 200 ريال و حتى باع الهباش كل سهم يملكه و بعدها ترك البلونة تنفجر ... هبط السهم بالنسبة القصوى يومياً و خسر كل من يملك في هذا السهم الكثير
عباس الهباش ... أصبح يعرف بالشيخ و أصبح يملك السيارات و القصور و أصبح يلبس الملابس النظيفة و لكن تفكيرة لم يكن أبدأ نظيفاً


في أحد الأيام كان الهباش ينتظر في قاعة الدرجة الأولى بالمطار منتظراً رحلته و شاف طيارة تنزل في المطار ... و التفت على اللي جنبه و قال له : كم تتوقع تصليح بنشر كفر الطيارة و هل يشقه المسمار




ما يستفاد من القصة :

1- أبو طبيع ما يغير طبعه


2- تفوقنا كسعوديين في أشياء كثيرة منها الغش و التدليس


3- لا تصدق ما يقال من المحللين من طقة سمير الاسطا و طوني مكزدر و سعود الخابور


4- قد يتمكن أمثال الهباش من الحصول على لقب (شيخ) في هذه الحياة و لكن

منقووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووملطوووووووووووووووووووووووووش ومسروووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووق على الطريقة الهباشية
 

eze

موقوف
التسجيل
20 مارس 2008
المشاركات
435
والله ثم والله انها مهزله في مهزله

والشكوى لغير الله مذله


تسلم على النقل واللطش الجميل
 

hamoody

عضو محترف - فريق المتابعه اليوميه
التسجيل
27 مايو 2006
المشاركات
6,317
صراحه يعطيك العافيه على القصه الجميله

الفائده الأهم ليس كما ذكر
وأنما كيف تم أدراجها ...هذى المشكله


وبالتوفيق
 

alfanare

عضو نشط
التسجيل
4 مارس 2008
المشاركات
319
الإقامة
الرياض
eze و hammody يا مرحبا بكم ,,
 
أعلى