الوطنية للاتصالات» بدأت في تونس واقتربت من الفوز بمشروع إيران
الراي العام 28/12/2002
كتب المحرر الاقتصادي: شهدت الشركة الوطنية للاتصالات يوم أمس حدثين مهمين على صعيد نشاطها الخارجي الأول تعلق ببدء تشغيل شركتها الزميلة في تونس والثاني وهو الأهم تمثل في اقترابها كثيراً من الفوز بمشروع الاتصالات في ايران عبر اختيار شريكتها «سيمنز» لتطوير شبكة الهاتف النقال في ايران.
وذكر مساعد المدير العام لـ «الوطنية للاتصالات» أحمد دهداري الموجود في تونس في اتصال هاتفي أجرته معه «الرأي العام» أن وزير تكنولوجيا الاتصال والنقل التونسي الصادق رابح رعى يوم أمس حفل تدشين بدء تقديم خدمات شركة «تونيزيانا» الكويتية المصرية وأجرى أول مكالمة هاتفية عبر شبكتها بحضور رجل الأعمال المصري رئيس «أوراسكوم» نجيب سويرس ومسؤولين من «الوطنية للاتصالات»، مشيراً الى ان الاقبال فاق المتوقع بكثير.
وزاد دهداري أن مسؤولي الشركتين زاروا احدى نقاط توزيع خدمات الشركة الجديدة وشاهدوا طابوراً يمتد حوالى 40 مترا يقف فيه حوالى 400 شخص للاشتراك، فيما يتم احصاء إجراء 4000 مكالمة في خلال ساعة واحدة, وهو ما يفسر أن السوق التونسية متعطشة لخدمات الاتصالات وأن المشتركين يبادرون باستخدام هواتفهم فور تشغيل الأرقام.
وبيّن دهداري أن الشركة لا تستطيع حالياً سوى تشغيل 5 آلاف رقم يومياً ولكن أمام الاقبال الكبير فقد تم رفع درجة الاستعدادات لتلبية طلبات أكبر عدد ممكن من العملاء، كاشفاً عن التحرك بشكل فوري لزيادة سعة الشبكة من 150 الى 300 ألف خط وتم الطلب من شركة سيمنز لتسريع توسعة الشبكة بحيث تتم قبل شهر مارس المقبل.
ومن ناحيته، أكد مدير عام (تونيزيانا) جان بيار رولان ان الشبكة الثانية ستغطي اعتباراً من أمس منطقة تونس الكبرى قبل توسيعها خلال أسبوع لتمتد الى منطقة بنزرت والحمامات ونابل الشمال ثم سوسة وصفاقس باتجاه الوسط والجنوب.
وأضاف رولان ان الشركة الجديدة تطمح الى ان تغطي شبكتها حوالى 60 في المئة من تونس حتى مايو 2003 و84 في المئة حتى مايو 2004 قبل أن تصل نسبة التغطية للشبكة 99,9 في المئة بحلول مايو 2005.
وأوضح أن الشركة تأمل في تسويق حوالى 150 ألف خط للهاتف المتنقل خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام المقبل قبل بلوغ حصة تناهز 500 ألف خط في السوق التونسية خلال العام 2003 بأكمله والوصول الى 1,5 مليون خط بحلول العام 2006 لتتساوي تقريباً مع شركة (اتصالات تونس) المشغل الأول للشبكة.
وعلى صعيد مشروع الاتصالات في ايران فقد أعلن مدير قطاع الاتصالات الايراني علي رضا بهرام بور أمس عن اختيار شركتي سيمنز الألمانية واريكسون السويدية لتطوير شبكة الهاتف النقال في البلاد.
والمعروف ان «سيمنز» هي أحد حلفاء «الوطنية للاتصالات» في كونسورتيوم ضخم ينافس مجموعات عالمية أخرى للفوز بالمشروع.
وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن المشروع الذي تبلغ قيمته 76 مليون دولار ينص على وضع 1,2 مليون خط هاتفي جديد قيد الخدمة.
ومنذ البداية استبعدت ايضا شركة «الكاتل» الفرنسية التي ترشحت هي الاخرى للمشاركة في استدراج العروض، لتفادي تعدد الانظمة في الشبكة المجهزة اصلا بمعدات من «اريكسون» و«سيمنز» و«نوكيا».
وذكرت (ا ف ب) ان سوق الهاتف النقال في ايران مزدهرة جدا وتضم الشبكة حاليا مليوني خط, وتهدف السلطات الى بلوغ رقم الاربعة ملايين خط بحلول نهاية العام 2004.
وعلى الرغم من كلفته المرتفعة جدا، فان الهاتف النقال يشهد اقبالا شديدا في ايران حيث يمكن للمشترك ان يحصل على خط هاتفي من السوق الحرة بعد دفع 900 دولار، ما يعتبر ثروة في ايران, الا ان بامكان المشترك ان يحصل على خط من وزارة الاتصالات بقيمة 4,5 مليون ريال (حوالى 560 دولارا) لكن عليه ان ينتظر اكثر من عام للحصول عليه.
ويواجه المشتركون مشاكل جمة لا سيما في طهران بسبب تحميل الشبكة اكثر من طاقتها, وينبغي في غالب الاحيان تكرار المحاولة للتمكن من اجراء الاتصال المطلوب اضافة الى انقطاع الاتصال بشكل مفاجئ.
وبحسب مسؤولي الوزارة، فان الشبكة بحاجة لمئات الهوائيات من اجل توفير تغطية كاملة في طهران, وتلبية لعرض من الحكومة، تقدم 1,3 مليون شخص قبل شهرين بطلبات اشتراك للحصول على هاتف نقال