تداعيات حادث "أرامكو" توجه بوصلة سوق الأسهم بالخليج
مباشر: توقع محللون لـ"مباشر" أن تعود أسواق الخليج في جلسة اليوم الثلاثاء إلى الأداء الأفقي المتباين المائل للتراجع تزامناً مع هبوط البورصات العالمية بسبب تصاعد التوترات الجيوسياسية وارتفاع المخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي بعد حادث "أرامكو" الأخير.
وفي نهاية جلسة أمس الاثنين،
عادت بورصات الخليجلتتنفس الصعداء وتعوض الخسائر التي سجلتها في مطلع الأسبوع الجاري بدعم من عمليات شراء نفذتها الصناديق والمؤسسات المحلية.
وبعد أن تم الكشف عن تعرض معامل تكرير لشركة "أرامكو" السعودية يوم السبت الماضي لهجمات عبر طائرات درون مما تسبب في وقف 50 بالمائة من الطاقة الإنتاجية للشركة، ظهرت بالأمس تهديدات أمريكية بالتحرك العسكري لصد أي هجوم إيران وتحذيرات أوروبية من عدم الاستقرار وفي المقابل، نفت "طهران" ما نسب إليها وأبدت استعدادها لأي تحرك عسكري محتمل.
حذر المتداولين
وقال المدير التنفيذي لدى ثانك للاستشارات المالية، لـ"مباشر": إن تطمينات "أرامكو" أنه لن يكون هناك نقص في إمدادات النفط بعد توقف ما يزيد عن نصف إنتاجها بسبب الحادث الأخير كان له أثر إيجابي على أسواق الخليج في جلسة الأمس ودفع بعض الصناديق إلى تنفيذ عمليات شراء انتقائية.
وقال فادي الغطيس إن مستويات السيولة بالأسواق ما زالت تشير أن هناك حذراً لدى كثير من المتداولين.
وأرجع الغطيس ذلك الحذر إلى بعض الأسباب من أهمها اتجاه البعض إلى الانتظار حتى تتضح الأمور بشأن الوضع الجيوسياسي بالمنطقة، وهل ستتعامل الأسواق مثل ما تعاملت مع الحوادث المشابه لهذا الحادث وتجاهلتها بعد أيام من وقوعها ثم عادت لتتفاعل مع العوامل الاقتصادية الخارجية والداخلية.
وتوقع الغطيس أن تتأثر بعض أسواق المنطقة في جلسة اليوم الثلاثاء بهبوط الأسواق العالمية ولاسيما "الأمريكية" التي
تراجعت في نهاية جلسة أمس للمرة الأولى منذ 9 جلسات تقريباً.
ولفت إلى أن الأسواق ما تزال تمضي في مسارها التصحيحي، لافتاً إلى أن ارتفاعات الأمس بأسواق المنطقة مؤقتة ولن تستمر إلا بعد استقرار الأوضاع والعودة لطبيعتها بالأسابيع الماضية.
أوضاع الأسواق
ومن جانبه، قال المدير التنفيذي لشركة في أي ماركتس "مصر" لـ"مباشر" إن النظرة السلبية ما تزال تسيطر على الأسواق الخليجية ما دامت الأجواء الجيوسياسية غير مستقرة.
وأضاف أحمد معطي إن دعم الصناديق السيادية للأسواق كان واضحاً بشكل كبير في جلسة الأمس، مشيراً إلى أن ذلك الدعم إذا استمر سيغير من أوضاع بورصات المنطقة خلال الفترة المقبلة.
وأوضح أن الأسواق الخليجية خلال هذا الأسبوع تترقب أحداثاً هامة من المرجح أن تغير من مسارها القادم وأبرزها
قرار الفيدرالي بشأن الفائدة الأمريكية. ومن المقرر أن يصدر الفيدرالي يوم الأربعاء المقبل قراره بشأن معدل الفائدة مع توقعات لخفض الفائدة 25 نقطة أساس.
ترقية "فوتسي"
وبين أحمد معطي أن من الأحداث الهامة المرحلة الرابعة من ترقية السوق السعودي على مؤشر فوتسي راسل مع نهاية الأسبوع الجاري والتي من المتوقع أن تجذب مليارات وسيولة جديدة للبورصة ومن ثم تنتعش وتعود للصعود.
وأعلنت شركة السوق المالية السعودية "تداول" عن تمديد فترة مزاد الإغلاق في جلسة الخميس المقبل، قبل تنفيذ المرحلة
الرابعة من الترقية على مؤشرات الأسواق الناشئة من "فوتسي راسل".
وأضافت أن تمديد الفترتين يأتي بالتزامن مع بدء تنفيذ المرحلة الرابعة من الانضمام إلى مؤشر فوتسي راسل والمرحلة الثانية والأخيرة من الانضمام إلى مؤشر "إس آند بي داو جونز" للأسواق الناشئة يوم الاثنين الموافق 23 سبتمبر 2019، وذلك بحسب أسعار الإغلاق ليوم الخميس القادم.
وتوقع تقرير سابق لمجموعة هيرميس أن تؤدي مراجعة أوزان مؤشرات "فوتسي"، التي دخلت حيز التنفيذ مؤخراً، إلى دخول تدفقات بأكثر من 1.3 مليار دولار إلى السوق السعودي المدرجة في مؤشر فوتسي للأسواق الناشئة.
امتصاص السلبيات
وبدوره، توقع المحلل المالي بأسواق الأسهم لـ"مباشر" أن يستمر السوق السعودي في امتصاص الأحداث الحالية والتوترات الجيوسياسية مع اقتراب تنفيذ ترقية "فوتسي" التي من المرجح أن تجذب أنظار المستثمرين إلى الأسهم بالمملكة.
وأوضح عايد الظفيري أن المتعاملين بالأسواق سيركزون خلال الأسبوع المقبل على إنهاء الإغلاقات الشهرية بشكل جيد واقتناص الأسهم ذات الأداء التشغيلي القوي.
وأشار الظفيري إلى أن تلك الحركة الإيجابية معتادة بالأسواق مع نهاية فترة الربع الثالث من العام الجاري ووسط سعي الشركات في إعداد التقارير المالية للكشف عنها للمستثمرين بالأسواق
