معلومات إقتصادية
ما السعر الذي تحتاجه شركات النفط الأمريكية لاستمرار أعمالها؟
2020/06/10 أرقام
على مدار الأسابيع الثلاثة الماضية، تعافت أسعار النفط نوعاً ما بالتزامن مع اتفاق "أوبك+" لخفض الإنتاج بنحو 9.7 مليون برميل يومياً بداية من الأول من مايو، وتم تمديد الاتفاق حتى نهاية يوليو.
وعلاوة على ذلك، تعافى بعض الطلب العالمي على الخام في ظل استمرار إجراءات إعادة تشغيل اقتصادات بعد أشهر من الإغلاق، ومع ارتفاع أسعار النفط قرب أربعين دولاراً للبرميل، بدأت الآمال تنعقد على المزيد خاصة في صناعة النفط بالولايات المتحدة.
إشارات الطلب
- وضع محللون هدفا جديدا لتوقعاتهم لأسعار النفط بقفزة نسبتها 90% إلى 70 دولاراً للبرميل بحلول خريف العام الجاري، وذلك مع استمرار خفض الإنتاج من جانب كبار المنتجين.
- يرى مسؤولون في صناعة الخام الأمريكية أن الشركات بدأت بالفعل في استئناف أنشطتها وإعادة تشغيل بعض الآبار المتوقفة عندما لمسوا بأنفسهم إشارات التعافي في الأسابيع القليلة الماضية.
- مع التوقعات بارتفاع سعر "نايمكس" إلى 70 دولارا للبرميل، يتساءل مراقبون عن مدى الفائدة التي ستجنيها الصناعة الأمريكية حال بلوغ هذا المستوى مقارنة بمستوى قرب 40 دولارا حالياً.
- رغم استمرار العمل باتفاق "أوبك+" لخفض الإنتاج حتى نهاية يوليو على الأقل، إلا أن عودة بعض منتجي الخام الأمريكيين للضخ سيسبب ضغوطاً على السوق وقيودا على الأسعار.
- تلقى الخام دعما من إشارات الطلب العالمي خاصة من الصين التي عززت مشترياتها من النفط بنسبة تصل إلى 90% مقارنة بمستويات ما قبل أزمة "كورونا" كما ترد إشارات تعافٍ أخرى للطلب من الولايات المتحدة والهند بفعل تخفيف قيود الإغلاق.
- يتساءل مراقبون عن مدى سرعة تعافي الطلب العالمي على النفط وصولا إلى مستويات ما قبل أزمة "كورونا"، ففي الأسبوع الماضي (المنتهي في الخامس من يونيو) على سبيل المثال، ارتفع الطلب على البنزين في أمريكا إلى 7.5 مليون برميل يوميا من 7.3 مليون برميل يومياً في الأسبوع السابق له.
ما المناسب لصناعة النفط الأمريكية؟
- رغم أن مستوى 70 دولارا للبرميل يعد ارتفاعاً قوياً من النطاق الحالي لخام "نايمكس" الأمريكي، إلا أن شركات النفط العاملة في الولايات المتحدة ربما يكون لها رأي آخر.
- يمثل عدد منصات التنقيب عن الخام مؤشراً جيداً لمدى نشاط أعمال الحفر في الولايات المتحدة، لكنه ليس مؤشراً رائداً، وفي ظل الهبوط الشديد لعدد منصات التنقيب منذ منتصف مارس، يرى محللون أن الشركات كانت توقف بعض المنصات عند سعر 55 دولاراً قبل أزمة "كورونا".
- من مارس حتى أكتوبر 2019، كان "نايمكس" يبلي بلاء حسناً حيث بلغ متوسط السعر في تلك الفترة 69 دولارا للبرميل، وفي الشهرين التاليين (نوفمبر وديسمبر)، ظل عدد منصات التنقيب في الولايات المتحدة وفي تكساس أعلى 1000 و500 على الترتيب.
- بعد أكتوبر 2018، تراجعت أسعار الخام، لكنها تعافت في الأشهر القليلة التالية وبلغ متوسطها 56 دولارا للبرميل من يونيو 2019 حتى فبراير 2020، وفي هذه الفترة، انخفض عدد منصات التنقيب قرب 800 في أمريكا وقرب 400 في تكساس.
- يعني ذلك أن متوسط انخفاض سعر "نايمكس" من 69 دولارا إلى 56 دولارا (19%) ارتبط بهبوط نسبته 20% في عدد منصات التنقيب في الولايات المتحدة.
- عندما بلغ متوسط سعر "نايمكس" 69 دولارا للبرميل، كانت "تكساس" تصدر 317 تصريحاً للتنقيب كل أسبوع، لكن بعد انخفاض أسعار النفط، وخلال الستة أشهر من سبتمبر 2019 حتى فبراير 2020، بلغ متوسط عدد التصاريح 209 كل أسبوع، بمعنى آخر، انخفضت أسعار النفط بنسبة 19%، وهبط عدد منصات التنقيب بنسبة 20% وتراجع عدد التصاريح بنسبة 33%.
- على ما يبدو، تحتاج صناعة النفط الأمريكية لإصدار 300 تصريح في المتوسط كل أسبوع من أجل استمرار أعمالها والإبقاء على العمالة، وحتى سعر 55 دولارا للبرميل ربما لا يسعف هذه الشركات مع الأخذ في الاعتبار تقدم البعض منها بطلبات للحماية من الإفلاس.
- على أثر ذلك، ربما تواصل صناعة النفط الأمريكية البقاء تحت الضغوط والمعاناة هذا العام، وبالطبع، ستتقدم شركات بطلبات للحماية من الإفلاس، وسوف يلجأ البعض الآخر لتسريح العمالة وإغلاق آبار، لكن يتوقع محللون أن تتغير الأمور قبل نهاية عام 2022 ليرى السوق 100 دولار للبرميل مجددا.