لماذا خسر صندوق الثروة السيادي الأكبر في العالم 40 مليار دولار في الربع الأول؟
أعلن صندوق "Norges Bank Investment Management" — وهو أكبر صندوق ثروة سيادي في العالم — عن خسائر بقيمة 415 مليار كرونة (نحو 40 مليار دولار) في الربع الأول من عام 2025، مرجعًا هذه الخسائر إلى ضعف أداء قطاع التكنولوجيا.
وقال الرئيس التنفيذي نيكولاي تانغن في بيان رسمي: "شهد الربع الأول تقلبات كبيرة في الأسواق، وقد سجلت استثماراتنا في الأسهم عوائد سلبية، وكان قطاع التكنولوجيا السبب الرئيسي في ذلك".
وبلغت قيمة أصول الصندوق 18.53 تريليون كرونة مع نهاية مارس، حيث تمثل الأسهم نحو 70% من محفظته الاستثمارية، والتي سجلت تراجعًا بنسبة 1.6%.
كما انخفضت قيمة الأصول الإجمالية بمقدار 1.215 تريليون كرونة، نتيجة بشكل أساسي لتحركات العملة السلبية، بعد أن ارتفعت قيمة الكرونة النرويجية أمام عدد من العملات الرئيسية، ما تسبب في انخفاض إضافي قدره 879 مليار كرونة.
أما على صعيد الأصول الأخرى، فقد حققت السندات (27.7% من المحفظة) عائدًا بنسبة 1.6%، بينما سجلت الاستثمارات العقارية غير المدرجة (1.9%) أرباحًا بنسبة 2.4% خلال نفس الفترة.
ويدير الصندوق، الذي أُنشئ في تسعينيات القرن الماضي لتوظيف عائدات النفط والغاز النرويجية، استثماراته لصالح الشعب النرويجي، ويستثمر حاليًا في أكثر من 8,600 شركة موزعة على 63 دولة.
ويملك الصندوق حصصًا في كبرى شركات التكنولوجيا الأمريكية مثل "ميتا"، و"ألفابت"، و"أمازون"، و"إنفيديا"، و"تسلا"، و"مايكروسوفت".
ويأتي تحذير الصندوق من ضعف قطاع التكنولوجيا بعد موجة بيع قوية لأسهم الشركات الكبرى في مارس، خسرت خلالها السوق نحو 2.7 تريليون دولار من قيمتها السوقية، وسط مخاوف من تأثير سياسات الرسوم الجمركية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
كما جاء التراجع بعد بيع مكثف للأسهم التقنية في يناير، قاده إعلان شركة "ديب سيك" الصينية عن نموذج ذكاء اصطناعي منافس بتكلفة أقل بكثير من نماذج أميركية رائدة، مما أضر بأسهم شركات مثل "إنفيديا".
الجدير بالذكر أن الصندوق كان قد أعلن عن تحقيق أرباح سنوية قياسية بلغت 222 مليار دولار خلال عام 2024، مدفوعة بازدهار أسهم الذكاء الاصطناعي.