تقول ليس بالضروره أن نعرف لماذا تم التحريم .. طيب كيف سنفصل في موضوع معاملات البنوك الدينيه إن كانت ربا أم لا ؟؟
نعم ليس بالضرورة أن تعرف لماذا حرم هذا ولماذا أٌبيح ذاك وهذا هو الأصل في الإسلام
أن نسلم بما قال الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
عدا ذلك فإنه يترتب علينا أن نتجه فيما أُبيح وأن نمضي به
أما موضوع معاملات البنوك الإسلامية ((
وليست الدينية ... لأنني لم أسمع بأي بنك ديني)) فهذا ما سيوضحه لك المبحث الثاني والثالث من هذا البحث
ألا يفترض أن نأخذ النتائج المترتبه عليها بعين الإعتبار ؟ و إلا ما هو المقياس برأيك ؟
لا طبعاً ... لايفترض أن نأخذ النتائج المترتبة على ذلك إلا إذا أردنا نناقش بها من هم على غير دين الإسلام لأنهم لا يقرون بما قال الله وقال رسوله صلى الله عليه وسلم.
أما المقياس؛ فالأصل فيه أن نبتعد عن البيوع المحرمة أولاً:
كالبيوع المنهي عنها باعتبر وصف الغرر:
كبيع الحصاة
وبيع الملامسة والمنابذة
والبيعتان في بيعة
وبيع ماليس عند البائع
وبيع المجهول
وبيع الولاء
وغيرها
والبيوع المنهي عنها باعتبار الضرر:
كبيع المضطر
والبيع على البيع
وبيع المعيب والمغشوش
وبيع المحرمات
وغيرها
والبيوع المنهي عنها باعتبار عينها:
كبيع الميتة والخنزير والأصنام
وبيع الخمر
وبيع الدم
وغيرها
والبيوع المنهي عنها باعتبار المكان والزمان:
كالبيع داخل المسجد
وبيع السلاح في الفتنة
وغيرها
بعد ذلك إذا ما استشكل أمر في المعاملات المعاصرة، فإن القاعدة الفقهية واضحة:
"
فساد العقود مرده إلى أمران: الربا وما يؤدي إليه، والميسر وما هو في معناه كالغرر الفاحش"
وما يحتاج أقول لك إن الربا والميسر حرام لأن هذا الأمر معلوم ... بل وقد فصلت الأدلة على تحريم الربا
إذا كنت تقصد الطريقه .. فأعطيتك مثال على -أهل السبت- حين تحايلوا على أوامر الله في طريقة صيد السمك في اليوم المحرم عليهم , و في ذلك نسخه مطابقه .
أضف إلى ذلك حديث الرسول عليه الصلاة و السلام " إنما الأعمال بالنيات و ان لكل إمرئ ما نوى "
سامحك الله أخي الفاضل على ما كتبت ... ففي هذا اتهام مبطن للبنوك الإسلامية بهيئاتها الشرعية المكونة من علماء أفاضل
لا أقول لك بأن جميع البنوك الإسلامية تطبق تطبيقاً صحيحاً ولا أقول أنها أخفقت بمجملها
فنحن هنا نتكلم عن الأصول ولم نتطرق إلى الفروع ... وإلا لاحتجنا إلى مجلدات من البحوث لتغطية هذا الجانب
وحتى لو تناولنا الفروع فإن ذلك لايتعارض أبداً مع الحقيقة التي تقول بأن نظام البنوك الإسلامية هو النظام الصحيح والأجدر بالتطبيق
ثم أننا لسنا معترضين حتى تقول : نسلم !
وهذا جيد ... إذا ما المشكلة؟
لاحظ أنك تريدنا ان نسلم برأي الفقهاء المختلفين فيما بينهم أصلا .. و ليس برأي الدين .
أولا أقتبس من كلامي لأبين لك ما قلته بدقة
الشامري قال:
لذلك لن تجد أفضل من التسليم بأمر الله تعالى.
ثانياً بينت لك فيما سبق أنه لا اختلاف بين الفقهاء حول هذه المسألة
أما قرار مجمع البحوث الإسلامية فقد أثبت لك بأنه قرار شاذ وأعيد لك الأسباب:
أولاً:
مجمع البحوث الإسلامية أصدر قراراً في وقت سابق يحرم الربا ويبين أن معاملات البنوك الربوية هي من الربا
المقطوع بتحريمه، وقد صادق على ذلك 85 عالماً من 35 دولة
ثانياً:
القرار الشاذ الذي أتي لاحقاً في 2002 أقره 14 شخص من 6 فلاسفة ورئيس مجلس إدارة بنك ربوي
وكلهم من بلد واحد ... وهذا ما لم نعهده من أي مجمع فقهي ... فالأصل في الانتساب في المجامع الفقهية لجميع الدول الإسلامية
حتى لا تسيس قرارات المجامع الفقهية
وإلا فإنه في تونس قد منعوا تعدد الزوجات وضغط أبو رقيبة على مشايخ تونس ليفتوا بأن صيام رمضان ليس بالأمر الواجب
ثالثاً:
لم يسبق بأن أقر بمثل هذا القرار أي مجمع فقهي
فكما قلت فإن مجمع البحوث الإسلامية كان قد أقر بنفسه سابقاً وبحضور 85 عالم من 35 دولة بحرمة معاملات البنوك الربوية
كما أن فتوى جبهة علماء الأزهر الشريف التي تضم العشرات من العلماء الأفاضل أدانت هذا القرار
كما أن المجامع الفقهية التالية حرمت معاملات البنوك الربوية:
المجمع الفقهي لمنظمة المؤتمر الإسلامي (وقد ذكرت لك ذلك من قبل)
المجمع الفقهي لرابطة العالم الإسلامي (وقد ذكرت لك ذلك من قبل)
وأزيد عليهم:
المجمع الفقهي في السودان
المجمع الفقهي في الهند
والمجلس الأوربي للإفتاء والبحوث
هيئة كبار العلماء في السعودية
وقرارات عدد من مؤتمرات الاقتصاد الإسلامي التي ضمت عدداً كبيراً من الفقهاء والاقتصاديين على مستوى العالم الإسلامي
وغيرهم الكثير
أوليس ذلك إجماعاً؟
و قلت في موضع سابق -فيما معناه- أن على الإقتصاديين إتباع راي الفقهاء حتى لو رأوا : عدم الصلاح !
نعم هذا صحيح ... فالفتوى لأهل الفتوى وليست للاقتصاديين أو الفلاسفة
أعرف أن لديك إجابه كافيه و وافيه عن سؤالي لكنك لم تفعل .. و لا أريد إجابه حاسمه .
إن كنت محتاج لهذه الدرجة أن تعرف أضرار الربا (وقد أقررت بنفسك ضمنيا بأن للربا أضرار حين قلت أنك لست معترضاً) فتستطيع أن تطلع بنفسك على البحوث والدراسات التي بينت مضار الربا
قد جئتك بخلاصة دراستين حول هذا الموضوع، إحداها للدكتور رفعت العوضي، والأخرى لجوهان فليب بتمان
فإن لم يكفك هذا فبإمكانك أن تبحث ... وسوف أساعدك على هذا بأن أبين لك
منهجية البحث:
الأصل هو أن تثبت الحقائق (وفي حالتنا هذه تحريم الربا) ومن ثم أن تكون النتائج والاستنتاجات تدور حول هذه الحقائق
وليس العكس