الوطني": الصفقات العقارية شهدت أدنى مستوياتها منذ 9 سنوات سبتمبر الماضي
السياسة 17/11/2009 أشار بنك الكويت الوطني في موجزه الاقتصادي الأخير إلى أن السوق العقاري, وعقب الانتعاش الطفيف الذي سجله خلال الأشهر السابقة, شهد تراجعا حادا في عدد الصفقات خلال شهر سبتمبر لتبلغ 223 صفقة, مسجلةً بذلك ادنى مستوى لها منذ تسعة سنوات, ومنخفضة بواقع 40 في المئة عن شهر أغسطس.
ويعزى هذا التراجع إلى تباطؤ النشاط خلال شهر رمضان الذي طغى على معظم تداولات شهر سبتمبر, إذ غالبا ما تكون المبيعات في هذا الشهر ضعيفة. وعليه, فمن المفترض أن يشهد شهر أكتوبر تصاعداً في زخم النشاط العقاري, إلا ان الإحصائيات الاسبوعية لشهر أكتوبر تبين أن هناك بوادر انتعاش متواضعة.
ومع أن البيانات المتاحة لا تعد كافية لتشخيص الاتجاه العام لنشاط السوق, إلا أنها في الوقت ذاته تشير إلى أن بعض المحاذير تشوب احتمال حدوث تحسن جوهري أو سريع في نشاط سوق العقار.
وأوضح "الوطني" في تقريره أن معدل نمو عدد الصفقات جاء سالباً بنحو 19 في المئة على أساس سنوي بعد أن كان مرتفعاً بواقع 13 في المئة في شهر أغسطس, علماً بأن شهر رمضان يشهد بالعادة تذبذباً واضحاً في معدل النمو. أما من حيث القيمة, فقد سجل إجمالي المبيعات انخفاضاً بنسبة 40 في المئة عن الشهر الأسبق ليصل إلى 58 مليون دينار, مسجلة بذلك أدنى مستوى لها منذ ثمانية أعوام.
ومن حيث القيمة, وبعد أن أخذت المبيعات المنحى الإيجابي خلال شهر أغسطس, هبط معدل النمو السنوي بواقع 54 في المئة مقابل زيادة نسبتها 9 في المئة في الشهر الأسبق, وذلك يعزى أيضاً الى ضعف حركة المبيعات خلال شهر رمضان. لكن بشكل عام, لا تزال مستويات النشاط متدنية.
العقار السكني
ورأى "الوطني" أن التراجع الذي شهده القطاع السكني لعب الدور الأكبر في انخفاض إجمالي المبيعات خلال شهر سبتمبر. فقد تراجع عدد الصفقات العقارية بواقع 40 في المئة عن شهر أغسطس لتبلغ 169 صفقة. ومن حيث القيمة, تراجعت المبيعات بنحو 34 في المئة, الأمر الذي يوحي بارتفاع معدل قيمة العقارات المباعة. وهذا ليس بالضرورة يعني عودة مناخ ارتفاع اسعار العقار, وخاصة في ضوء التذبذب الملحوظ الذي تشهده البيانات الشهرية. وقد يكون ذلك انعكاساَ لمبيعات عقارية ذات قيمة مرتفة خلال شهر سبتمبر.
وبالفعل, وعلى أساس متوسط ستة أشهر, يتبين أن أسعار القطاع السكني لا تزال تتراجع بمعدل قياسي وبواقع 8 في المئة سنوياً, أي بأسرع وتيرة انخفاض لها خلال السنوات التسعة الماضية.
العقار الاستثماري
وأشار "الوطني" إلى أن عدد صفقات البيع في القطاع الاستثماري (الشقق) تراجع خلال شهر سبتمبر بنسبة 40 في المئة ليبلغ 54 صفقة, مسجلة بذلك أدنى مستوى لها منذ شهر فبراير من عام 2006 وفي المقابل, ارتفع معدل سعر الصفقة ليبلغ 394 ألف دينار مرتفعا بنسبة 44 في المئة عن العام الماضي. وهذا ليس إلا انعكاس لضعف السوق السائد في مثل هذه الفترة من العام الماضي, وليس مؤشرا لانتعاش قوي. وكان متوسط الأسعار في هذه الفترة من العام الماضي قد تراجع بواقع 66 في المئة على أساس سنوي.
العقار التجاري
ولحظ الوطني أن العقار التجاري لم يسجل أي صفقة خلال شهر سبتمبر, وذلك للمرة الأولى منذ شهر نوفمبر من عام .2006 إلا أن ذلك يعود في المقام الأول إلى ضعف التداول خلال شهر رمضان, وكما هو معلوم أيضاً, فإن القطاع التجاري يحظى بنصيب أقل في تداولات السوق العقاري الكويتي.
وبالفعل, نجد أن هناك مبيعات تمت في فترة شهر رمضان خلال السنوات الأخيرة. هذا وقد بلغ متوسط عدد الصفقات في القطاع التجاري لهذا العام شاملا شهر سبتمبر ست صفقات شهريا, منخفضا بنسبة 44 في المئة عن الفترة المماثلة من العام الماضي.
وبالطبع فإن بعض المبيعات متخمة في السنوات السابقة كانت مرتفعة القيمة بشكل ملحوظ, حيث تجاوز متوسط قيمة الصفقة الواحدة حدود مليوني دينار. ويالتالي من المتوقع أن يكون العقار التجاري من المتضررين بشح التمويل المتاح.