waseem
عضو محترف
برنانكي يستعيد مصداقيته بثقة الأسواق في نهجه الشرس ضد التضخم
كريشنا جوها
تحرك بن برنانكي، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي "المركزي الأمريكي" بحزم لإعادة تأكيد مصداقيته كمحارب للتضخم, بعد أن جاءت بيانات التضخم الشهري أعلى مما توقعته الأسواق و"الاحتياطي الفيدرالي".
قال برنانكي في لقاء عام: التضخم المركزي خلال الأشهر الثلاثة إلى الستة الماضية بلغ حدا، إذا ما قدر له أن يستمر سيبلغ الحدود العليا أو حتى فوق النطاق الذي يمكن أن يعتبره كثير من الاقتصاديين، وأنا منهم، منسجماً مع استقرار الأسعار.
والأغلب أن يكون المقصود من خطابه احتواء الاندفاع باتجاه الأعلى لتوقعات التضخم, التي تسبب إزعاجاً لـ "الاحتياطي الفيدرالي".
تفيد المؤشرات المبكرة في الأسواق، بما في ذلك تضييق الفرق بين السعر الاسمي (الأصلي عند الإصدار) وأوراق الخزينة المحمية من أثر التضخم، واستقامة منحنى العائد، أنه كان للخطاب بعض الأثر.
وتورد الأسواق المستقبلية احتمالاً عالياً للغاية, بأن يتم رفع معدل سعر الفائدة, بربع نقطة مئوية ليصل إلى 5.25 في المائة في اجتماع تحديد السياسات, الذي سيعقد في التاسع والعشرين من يونيو(حزيران) الحالي.
ويواجه بنك الاحتياطي الفيدرالي معضلة أساسية فيما يتعلق بالسياسات، حيث توقع بعض الاندفاع نحو الأعلى في التضخم خلال النصف الأول من العام الحالي، إلا أنه اعترف في محاضرة في مايو (أيار) أن: التضخم المركزي لأسعار المستهلك في الفترة الأخيرة كان أعلى بقليل من المتوقع.
وبلغ التضخم المركزي خلال الأشهر الثلاثة الماضية، حسب المؤشر المفضل لدى "الاحتياطي الفيدرالي", وهو معامل الانكماش الخاص بالإنفاق الاستهلاكي الشخصي، معدلاً سنوياً وصل إلى 3.2 في المائة.
وظلت التوقعات المركزية للبنك في الوقت ذاته على ما هي عليه, بأن الاقتصاد سيتباطأ في النصف الثاني من العام، مما سيخفض نسبة التضخم في وقت متأخر من العام الحالي، وكذلك في العام المقبل. وكما قال برنانكي، هناك أدلة متزايدة على أن التباطؤ المأمول في نسبة التضخم يتم بالفعل.
ونجد على سبيل المثال أن البيانات الضعيفة الخاصة بفرص العمل "منسجمة مع تباطؤ سرعة النشاط الاقتصادي بمجمله الذي يبدو أنه في الطريق إلينا".
ومن خلال التشدد المبالغ فيه، فإن "الاحتياطي الفيدرالي يمكن أن يدفع بالولايات المتحدة إلى الانكماش". وعلى ذلك، فإن السؤال يظل هو: ما هو الوزن الذي على البنك أن يضعه لبيانات التضخم العالية التي تُظهر تراجعه، مقابل توقعات البنك التي هي عرضة للخطأ، وبالذات في الوقت الذي يطلق عليه البنك تعبير "فترة انتقالية" في الاقتصاد الأمريكي.
إن برنانكي ملتزم بسياسة التطلع إلى الأمام، وملتزم كذلك بأسلوب إدارة المخاطر في السياسة النقدية. وتغيّر بيانات التضخم، التوقعات حين تعطيها نقطة بداية باتجاه الأعلى، وتفيد بأن "الاحتياطي الفيدرالي" يمكن أن يكون مقللاً من المخاطر الصعودية لتلك التوقعات.
ويرى البنك أن درجة التراخي في الاقتصاد محدودة لغاية الآن. وإزاء هذا التراجع، فإن البنك يقلق كذلك من مخاطر العبور من أسعار الطاقة إلى التضخم المركزي (الخشية من الأثر المباشر لارتفاع أسعار الطاقة على زيادة معدل).
وقال برنانكي إن الزيادات المستقبلية المحتملة في هذه الأسعار تظل مصدر خطر على التوقعات المستقبلية للتضخم.
والأكثر أهمية في هذا الخصوص, هو أن الرئيس الجديد وغير المجرَّب نسبياً، لا يستطيع تحمل تجاهل آثار البيانات الحالية على توقعات التضخم.
وأمضت لجنة صنع السياسات في "الاحتياطي الفيدرالي" معظم وقت اجتماعها الأخير في مناقشة توقعات التضخم، كما أن برنانكه عاد إلى هذا النهج أخيرا, بقوله: أفضل وسيلة لمنع الزيادات في أسعار الطاقة والسلع, من أن تؤدي إلى معدلات تضخم أعلى باستمرار وثبات، هو موازنة وتعديل التوقعات طويلة الأمد للتضخم. ويتطلب ذلك التزاماً قوياً باستقرار الأسعار", وبنهج متسق من استجابات السياسات للتطورات الناشئة".
ورأى كثيرون في الأسواق أن ذلك يرتبط بارتفاع التضخم المركزي فوق المعدلات المقبولة، وهناك مخاطر بالفعل بأن يحدث ذلك. وحتى لو كانت التوقعات سليمة وحميدة، فإن "الاحتياطي الفيدرالي" سيرفع معدلات الفائدة.